أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (12 رَبِيعٌ الْأَوَّلُ 53 ق ه - 12 رَبِيعٌ الْأَوَّلِ 11 ه) (22 أَبْرِيلَ 571 - 8 يُونْيُو 632) هُوَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فِي الْإِسْلَامِ؛ أُرْسِلَ لِيُعِيدَ اَلْعَالَمِينَ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ شَأْنُهُ شَأْنُ كُلِّ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَهُوَ خَاتَمُهُمْ، وَأَرْسَلَ لِلنَّاسِ كَافَّةً، وَيُؤْمِنُ الْمُسْلِمُونَ بِأَنَّهُ أَشْرَفُ الْمَخْلُوقَاتِ وَسَيِّدُ الْبَشَرِ، وَيَعْتَقِدُونَ فِيهِ الْعِصْمَةَ. عِنْدَ ذِكْرِ اسْمِهِ، يَلْحَقُ الْمُسْلِمُونَ عِبَارَةَ «‌صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» مَعَ إِضَافَةٍ «وَآلِهِ» وَ«وَصَحْبِهِ» فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، لِمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ مِمَّا يَحُثُّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ عَلَيْهِ. تَرَكَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ أَثَرًا كَبِيرًا فِي نُفُوسِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَثُرَتْ مَظَاهِرُ مَحَبَّتِهِمْ وَتَعْظِيمِهِمْ لَهُ بِاتِّبَاعِهِمْ لِأَمْرِهِ وَأُسْلُوبِ حَيَاتِهِ وَتَعَبُّدِهِ لِلَّهِ، وَقِيَامِهِمْ بِحِفْظِ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَصِفَاتِهِ وَجَمْعِ ذَلِكَ فِي كُتُبٍ عُرِفَتْ بِكُتُبِ السِّيرَةِ وَالْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، وَاحْتِفَالِهِمْ بِمَوْلِدِهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي كُلِّ عَامٍ. اعْتَبَرَهُ الْكَاتِبُ الْيَهُودِيُّ مَايْكِلْ هَارْتْ أَعْظَمَ الشَّخْصِيَّاتِ أَثَرًا فِي تَارِيخِ الْإِنْسَانِيَّةِ كُلِّهَا بِاعْتِبَارِهِ «الْإِنْسَانَ الْوَحِيدَ فِي التَّارِيخِ الَّذِي نَجَحَ نَجَاحًا مُطْلَقًا عَلَى الْمُسْتَوَى الدِّينِيِّ وَالدُّنْيَوِيِّ». وُلِدَ فِي مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيلِ، قَبْلَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً مِنْ الْهِجْرَةِ (هِجْرَتُهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ